Dienstag, April 29, 2008

نزار قباني في الذكرى العاشرة لرحيله

القصيدة الممنوعة لنزار قباني * مضحكة مبكية معركة العروبة فلا النصال انكسرت على النصال ولا الرجال نازلوا الرجال ولا رأينا مرة آشور بانيبال فكل ما تبقى لمتحف التاريخ أهرام من النعال!! ** من الذي ينقذنا من حالة الفصام؟ من الذي يقنعنا بأننا لم نهزم؟ ونحن كل ليلة نرى على الشاشات جيشا جائعا وعاريا... يشحذ من خنادق العداء (ساندويشة) وينحني.. كي يلثم الأقدام!! *** لا حربنا حرب ولا سلامنا سلام جميع ما يمر في حياتنا ليس سوى أفلام زواجنا مرتجل وحبنا مرتجل كما يكون الحب في بداية الأفلام وموتنا مقرر كما يكون الموت في نهاية الأفلام!! **** لم ننتصر يوما على ذبابة *لكنها تجارة الأوهام فخالد وطارق وحمزة وعقبة بن نافع والزبير والقعقاع والصمصام مكدسون كلهم.. في علب الأفلام ***** هزيمة.. وراءها هزيمة كيف لنا أن نربح الحرب إذا كان الذين مثلوا صوروا.. وأخرجوا تعلموا القتال فى وزارة الاعلام!! *** *** في كل عشرين سنة يأتي إلينا حاكم بأمره ليحبس السماء في قارورة ويأخذ الشمس إلى منصة الإعدام! *** * *** في كل عشرين سنة يأتي إلينا نرجسي عاشق لذاته ليدعي بأنه المهدي.. والمنقذ والنقي.. والتقي.. والقوي والواحد.. والخالد ليرهن البلاد والعباد والتراث والثروات والأنهار والأشجار والثمار والذكور والإناث *والأمواج والبحر على طاولة القمار.. فى كل عشرين سنة يأتى إلينا رجل معقد يحمل فى جيوبه أصابع الألغام *** ** *** ليس جديدا خوفنا فالخوف كان دائما صديقنا من يوم كنا نطفة فى داخل الأرحام *** *** *** هل النظام في الأساس قاتل؟ أم نحن مسؤولون عن صناعة النظام ؟ *** **** *** إن رضي الكاتب أن يكون مرة.. دجاجة تعاشر الديوك أو تبيض أو تنام فاقرأ على الكتابة السلام!! *** ***** *** للأدباء عندنا نقابة رسمية تشبه فى شكلها نقابة الأغنام!! *** *** *** *** ثَمَّ ملوك أكلوا نساءهم في سالف الأيام لكنما الملوك في بلادنا تعودوا أن يأكلوا الأقلام *** *** * *** *** مات ابن خلدون الذي نعرفه وأصبح التاريخ في أعماقنا إشارة استفهام!! *** *** ** *** *** هم يقطعون النخل في بلادنا ليزرعوا مكانه للسيد الرئيس غابات من الأصنام!! *** *** *** *** *** لم يطلب الخالق من عباده أن ينحتوا له مليون تمثال من الرخام!! *** *** **** *** *** تقاطعت في لحمنا خناجر العروبة واشتبك الإسلام بالإسلام *** *** ***** *** *** بعد أسابيع من الإبحار في مراكب الكلام لم يبق في قاموسنا الحربي إلا الجلد والعظام *** *** *** *** *** *** طائرة الفانتوم تنقض على رؤوسنا مقتلنا يكمن في لساننا فكم دفعنا غاليا ضربة الكلام *** *** *** * *** *** *** قد دخل القائد بعد نصره لغرفة الحمام *ونحن قد دخلنا لملجأ الأيتام!! *** *** *** ** *** *** *** نموت مجانا كما الذباب في إفريقيا نموت كالذباب ويدخل الموت علينا ضاحكا ويقفل الأبواب نموت بالجملة في فراشنا ويرفض المسؤول عن ثلاجة الموتى بأن يفصل الأسباب نموت .. في حرب الشائعات وفى حرب الإذاعات وفى حرب التشابيه وفى حرب الكنايات وفى خديعة السراب نموت.. مقهورين.. منبوذين ملعونين.. منسيين كالكلاب والقائد السادي في مخبئه يفلسف الخراب!! *** *** *** *** *** *** *** في كل عشرين سنة يجيئنا مهيار يحمل فى يمينه الشمس وفى شماله النهار ويرسم الجنات في خيالنا وينزل الأمطار وفجأة.. يحتل جيش الروم كبرياءنا وتسقط الأسوار!! *** *** *** **** *** *** *** فى كل عشرين سنة يأتي امرؤ القيس على حصانه يبحث عن ملك من الغبار *** *** *** ***** *** *** *** أصواتنا مكتومة.. شفاهنا مكتومة شعوبنا ليست سوى أسفار إن الجنون وحده يصنع في بلاطنا القرار *** *** *** *** *** *** *** *** نكذب في قراءة التاريخ نكذب في قراءة الأخبار ونقلب الهزيمة الكبرى إلى انتصار!! *** *** *** *** * *** *** *** *** يا وطني الغارق في دمائه يا أيها المطعون في إبائه مدينة مدينة نافذة نافذة غمامة غمامة حمامة حمامة

Sonntag, April 20, 2008

عندما تصبح الكوردايتي دكانة للمرتزقة

د. علاء الدين جنكو

تلك هي قدر المبادئ والإديولوجيات والمعتقدات والقيم السامية التي تظهر هنا وتختفي هناك ، وتستغل للشر على الرغم أن أصل وضعها هو تحقيق الخير .
تعاني كثير من المجتمعات البشرية من الصنف السلبي من الناس الذين يتلذذون بإيقاع الأذى في الآخرين، وهم يتميزون بالصفات غير المرغوبة فيها بفطرة الإنسان السليمة، لذا يشار لبعض الأشخاص في كل المجتمعات أنهم سيؤون منبوذون من قبل الجميع ...
وأقولها جازما : إن هذه الطائفة من البشر على الرغم من سوءها وضررها ، لكنها بادية ظاهرة تمتهن السوء وتفتخر به، على الأقل تراها هي إيجابية من وجهة نظرها، لذا الخطر من جانبها مأمون غالباً .

لكن المصيبة الأدهى والأعظم والأمر هي في ذلك الصنف، المنافق الكذاب، المتظاهر بأنه الأفضل، والأمثل والإيجابي والقطب الأوحد، الذي يعطيك من طرف اللسان حلاوة ، ويروغ منك كما يروغ الثعلب ، كلامه معسول وفعله لا يرتقي إلى مستوى ما يطرحه من كلمات !!
وهنا أريد الوقوف مع نموذج قذر من النفسيات المريضة التي تستغل المقدس في نفوس الآخرين لتحقيق مآربها وأهدافها، نموذج بات معضلة وشوكة في مجتمعاتنا الكردية في الداخل والخارج، خلقت أزمة في فكر الكردي تجاه مفهوم الكردايتي الذي من أجله ظلم في هذه الدنيا على يد خصومه ..
وزيادة على استغلال تلك الفئة لهذا المفهوم لمصالحها ، حرفتها عن مسارها الحقيقي أيضا لأنها لو بقيت لما تمكنت من استغلال النفوس الطاهرة الناظرة للكردايتي بأنها دم تجري في عروقها ..

لا شك أن الكردايتي ليس ملكا لي و لا لأبي ولا يتفرد بها أحد غيري قط إنما هي ملك لكل من ينبض قلبه بحبها ، وكل من سعى جاهدا لإضافة مجد إلى أمجادها والسعي لتحقيقي الحب والمودة والوئام بين أفرادها ، وتحقيق التواصل على أساس التعارف والاحترام مع غيرها .
نقولها وبكل حرقة قلب : إن تبوأ مكانة المسؤولية عندنا – نحن الكرد – تعيش مرحلة أزمة ، لا سيما لو علمنا أن الكردي يحمل أجل صفة بشرية وهي عزة النفس.

والصراعات القائمة بين الراغبين لتحمل مسؤولية القيادة في المجتمع الكردي هي محل شكوك عند الناس على الرغم من وجود الشرفاء والأحرار ومن يرغبون بخدمة بني جلدتهم في معمعة تلك الصراعات ..
الكردايتي لا تعني قطعا اقتصار الاحتفال بعيد نوروز المبارك العزيز على قلوبنا فقط ، وكأن الكردايتي لا تتمثل إلا بها ، وهذا الأمر مع كل أسف بات ملموسا ، وهو الصراع على من سيقود حفلة الطبل والمزمار ، وكأن نوروز – الطاهر – لا يمكن أن يتم إلا بالنموذج الذي يخططون له ، خلقوا فينا نفسية الشعب الذي قيل فيه : يجمعهم الطبل ويفرقهم العصا !!

ويا ليت شعري لو رأينا هذا الصراع يتمثل في ندوة حوارية عن أحمدي خاني، وسهرة ثقافية عن روشن بدرخان، وأمسية شعرية يغرد فيها أهل الثقافة والفن، ومؤتمرات تتناول الأنظمة الأخلاقية التي نحن بأمس الحاجة إليها .
الكردايتي لا تعني أن يزاود أحد على الغير ولا أن يبني وطنيات على حساب الآخرين ، ولا تعني قطعا ضرورة الانتساب للحزب الفلاني أو العلاني ، فالغالبية العظمى من بني الكرد تتلذذ بكرديتها وهي خارجة عن لعبة الأحزاب وصراعاتها التي لم تنتج إلا مجتمعا ممزقا فكريا واجتماعيا ، مع كل احترامي لمسيرتها النضالية والتي لا أشكك في إخلاصها ..
والكردايتي ليست دكانة يأكل منها المحتال كي لا يدفع ثمن ما يأكل ، وليست حانة يشرب فيها المعربد ليخرج ويهذي ولا يصحو إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس !!
هذه صورة من واقع بيتنا من الداخل ، بتنا نعيشه مع كل أسف ، والسكوت عليه مع القدرة على الكلام دليل القبول ، وبالتالي مشاركة تلك الشرذمة والنفسيات المريضة في ما تخطط له ..
لذا لابد من تبرئة الذات ولو بصرخة القلم لأقول : أن الكردايتي هي زاد أؤلئك المخلصين الذين يعملون كالجندي المجهول وراء الكواليس لتحقيق السعادة لبني جلدتهم ، الملائكيين الذين يحترقون كالشمعة لينيروا حياة إخوانهم .. ولكن هل يمكن لم يعتقد أنه سيكون ترابا بعد موته أن يكون من هؤلاء ؟!!
إنهم قليل ... ، وهذا ليس بعجيب ، فالدرر والجواهر لو قارنتها بالأحجار والحصى لرأيت مكان المخلصين في بحر الكردايتي ...