Sonntag, Juni 24, 2007

مفهوم الأنا والآخر …

محمد عابد الجابري

انتشر في الخطاب العربي خلال العقود الأخيرة استعمال مفاهيم كثيرة لم تكن متداولة من قبل. وكما يحدث عادة عندما ينتشر مفهوم من المفاهيم لأول مرة ليعبر عن وضعية اجتماعية أو سياسية أو فكرية فإن الناس يتعاملون معه بكثير من التساهل، خصوصا إذا كان مترجما من ثقافة أجنبية ولا "أصل" له في ثقافتهم. لذلك يحسن القيام من حين لآخر بالتذكير بالمضمون الحقيقي لتلك المفاهيم في الخطاب الثقافي/الفلسفي الذي فيه نشأت وإليه تنتمي. خصوصا ونحن ما زلنا نفتقد في العالم العربي أكاديمية عربية واحدة تضبط الأمور في هذا المجال.

لنبدأ بمفهوم "الأنا والآخر" الذي ينتمي أصلا إلى الفكر الأوربي ولنتساءل : ما هو المعنى الذي يعطيه هذا الفكر لهذا المفهوم؟

ودون الرجوع إلى الفكر اليوناني الذي انبنت رؤيته للعالم على ثنائية الإنسان والطبيعة، باعتبار أن الإنسان مركز الكون، ومقياس الأشياء، وأن حقيقته أنه عقل أو "صورة" في مقابل الطبيعة أو "المادة"، ودون الرجوع كذلك إلى الفكر المسيحي وثنائية الأب والابن، واللاهوت والناسوت الخ… قد يكفي هنا التذكير بأن الفلسفة الأوربية الحديثة هي أساسا فلسفة "الأنا" ("الذات") : الإنسان ذات في مقابل العالم الذي هو موضوع لها. والفكرة المؤسسة لفلسفة "الذات" هذه هي كوجيتو ديكارت: لقد شك هذا الفيلسوف الفرنسي في كل شيء و"مسح الطاولة" حسب تعبيره (طاولة فكره)، مسحا ولم يبق لديه أي شيء آخر غير كونه يفكر: ومن هنا قولته الشهيرة: "أنا أفكر إذن أنا موجود". وهذا يقتضي أن وجود "الأنا" سابق ومستقل عن وجود العالم وعن أي وجود آخر. ومن هنا كان كل وجود غير وجود "الأنا" هو "آخر" بالنسبة لها، وبالتالي فعلاقة التغاير هي علاقة بين الأنا والآخر ابتداء: سواء كان هذا الآخر هو الأشياء المادية المحسوسة التي يتوقف وجودها على يقينه بوجودها، أو كان الشيطان الذي افترض أنه قد يكون هو الذي ضلله فصار يشك في كل شيء، أو كان هو الله الذي اطمأن هذا الفيلسوف إليه أخيرا باعتبار أنه لا يمكن أن يضلله -لكون فكرة الله في ذهنه تشير إلى كائن منزه من الخداع والتضليل- ومن ثم جعله ضامنا ليقينه ذاك الخ. وبعبارة عامة إن الشبكة التي يرى "العقل الأوربي" العالم من خلالها وبواسطتها شبكة تهيمن فيها علاقة أساسية هي علاقة "الأنا" و"الآخر"، لا علاقة "آخر" "بآخر".

***

سيطول بنا الحديث ويتشعب لو أننا أخذنا نتتبع فكرة "الآخر" في الفكر الأوربي. ذلك لأن هذا الفكر يتمحور كله حول هذه الفكرة، من ديكارت إلى هيجل وماركس إلى سارتر إلى الذين جاءوا من بعده. لنقتصر إذن على إشارات مقتضبة، من هنا وهناك، الهدف منها ليس استقصاء الموضوع بل مجرد إثارة الانتباه.

نقرأ في قواميس الفكر الأوربي ومصطلحاته الفلسفية ما يلي: "الآخر: أحد المفاهيم الأساسية للفكر (=كان يجب إضافة: الأوربي) وبالتالي يستحيل تعريفه، ويقال في مقابل الذات Le même" " أو "الأنا". أما هذه الأخيرة (الذات) فلا معنى لها سوى أنها المقابل، لـ"الآخر" Autre تقابُلَ تعارض وتضاد، أو أنها المطابق لنفسه المعبر عنه بـ identité وهو ما نترجمه اليوم بلفظ "الهوية" أو "العينية"، أي كون الشيء هو هو: عين نفسه. وإذن فالغيرية في الفكر الأوربي مقولة أساسية مثلها مثل مقولة الهوية. ومما له دلالة في هذا الصدد أن كلمة altérité أي الغيرية ذات علاقة اشتقاقية بـالفعل altérer والاسم altération وتعنيان تغير الشيء وتحوله إلى الأسوأ (تعكر، استحالة، فساد)، كما ترتبط بالاشتقاق بكلمة alternance التي تفيد التعاقب والتداول. ومعنى ذلك أن مفهوم "الغيرية" altérité في الفكر الأوربي ينطوي على السلب والنفي. بعبارة أخرى: يمكن القول إن ما يؤسس مفهوم الغيرية في الفكر الأوربي ليس مطلق الاختلاف، كما هو الحال في الفكر العربي، بل الغيرية في الفكر الأوربي مقولة تؤسسها فكرة "السلب" أو النفي. La négation، فـ "الأنا" لا يفهم إلا بوصفه سلبا، أو نفيا، لـ "الآخر".

وغني عن البيان القول إن لفظ "الأنا" في العربية المعاصرة إنما هو ترجمة لأداء معنىLe même بالفرنسية وego بالإنجليزية والألمانية. وكلمة ego لاتينية تدل على ما تدل عليه كلمة "ذات" في اللغة العربية حينما يقصد بها الشخص المتكلم. ومن هذه الكلمة اشتقت مصطلحات أخرى مثل égocentrisme وهو ما نترجمه اليوم بـ "التمركز حول الذات". ومنها أيضاégoïsme بمعنى "الأنانية" في الاستعمال اللغوي العام، أما في الاصطلاح الفلسفي فالكلمة تدل على المذهب الفلسفي الذي يعتبر وجود الكائنات الأخرى، غير "الأنا"، وجودا وهميا، أو موضوع شك على الأقل. ومن هنا المذاهب الفلسفية المثالية idéalismes التي لا تعترف بأي وجود آخر غير تمثلات الأنا : فالعالم هو ما أتمثله وأتصوره وليس هناك وجود آخر.

يقول الفيلسوف اللاهوتي العالم الفرنسي، بليز باسكال : "للأنا خاصيتان، فمن جهة هو في ذاته غير عادل من حيث إنه يجعل من نفسه مركزا لكل شيء، وهو من جهة أخرى مضايق للآخرين من حيث إنه يريد استعبادهم؛ ذلك لأن كل "أنا" هو عدو، ويريد أن يكون المسيطر على الكل".

من هنا يتضح أن مفهوم "الأنا" مبني على السيطرة، سيطرة الذات على ما تتخذه موضوعا لها، سواء كان هذا الموضوع أشياء الطبيعة أو أناسا آخرين. وفي هذا المعنى كتب ماكس هوركهيمر يقول: "من الصعب جدا أن يحدد المرء بدقة ما أرادت اللغات الأوربية في وقت من الأوقات أن تقوله وتعنيه من خلال لفظ ego (الأنا)، إن هذا اللفظ يسبح في تداعيات غامضة قاحلة. فمن حيث أنه مبدأ "الأنا" (الـ ego ) الذي يحاول جاهدا كسب المعركة ضد الطبيعة على العموم وضد الآخرين من الناس على الخصوص، كما ضد الدوافع السلوكية التي تحركه، يبدو مرتبطا بوظائف السيطرة والحكم والتنظيم" ، ويضيف قائلا : "ولم يتحرر مفهوم الأنا في أي وقت من حمولاته وشوائبه الأصلية الراجعة إلى نظام السيطرة الاجتماعية".

من خلال هذا التصور لـ "الأنا" كمبدأ للسيطرة يتحدد موقع "الآخر" ودلالته ووظيفته في الفكر الأوربي، أي بوصفه موضوعا للسيطرة أو عدوا، أو بوصفه قنطرة تتعرف الذات من خلاله على نفسها. يقول سارتر: "أنا في حاجة إلى توسط الآخر لأكون ما أنا عليه".

Freitag, Juni 22, 2007



الكرديّة المهدورة

الكرديّة المهدورة
"بين كرديٍّ مضطرب ومستعرب.. وبين كرديٍّ هارب مستغرب ومستعرب من لقمان ديركي إلى عمر حمدي مروراً بـ بهرام حاجو"
ماهر عكيد
21.06.2007
ربّما يفسّر البعض من خلال هذا العنوان، بأنّني متعصّب وأنطلق من موقع الحاقد على كلّ من ينتمي إلى غير ملّته، ولكن هذه مشكلة هؤلاء البعض الذين سيحمّلون الكلمة أكثر من طاقتها، ويفسّرونها كما تشتهي ذهنيّاتهم، فكلّ شخص يتمتّع بأرضيّة فكريّة خاصّة به، وانطلاقاً من هذه الأرضيّة، وحسب صلابتها أو ليونتها، سيكون تأويل هذا الشخص، فأنا لا أستطيع أن أملي على أحدٍ، بأن يفكّر على هذا النحو أو ذاك، إلاّ أنّ الشيء الأهمّ من هذا كلّه، هو أنّني أحترم وأقدّر كلّ شخص يحترم انتماءه وأصله، والبشر مكوّنون من أجناس وأعراق مختلفة.. ولا أريد لأحد كذلك أن يملي عليّ طريقة تفكيري..
ما أنا بصدد الوصول إليه، هو أكثر من لقاء مع أكثر من "كرديّ" كما يعرَّفون في أوساط مختلفة، وأكثر من "عربيّ" كما يُعرفون ويعرّفون في أوساط أخرى، من أنواع "الكردو"، ويرتضون ذلك كلّ الرضا، حسب ما ظهر لي على الأقلّ.
بالأمس القريب كان الممثّل الكرديّ المستعرب لقمان ديركي، واليوم الفنان التشكيلي الكرديّ العالميّ والمستعرب أيضاً عمر حمدي أو مالفا كما يلقّب نفسه، أو الفنان العربيّ العالميّ عمر حمدي، الذي عرف بنفسه هكذا، ويُعرّف بنفسه هكذا وفي جميع الحوارات، إضافة إلى الفنان التشكيليّ الآخر والصديق لـ عمر حمدي، بهرام حاجو.
سأبدأ أوّلاً بالممثّل ديركي، المعروف في سوريا، وفي أوساط محدودة.. ولا أدري ضمن أيّ كردو من الكردو السوريّ يصنّف نفسه..؟! وعربو فيه أين يرتكن..؟!
ديركي الممثّل والشاعر، والذي له حضور في مجالات عدة، وأقدّر له أعماله هذه، إلاّ أنّ هذا لا يمنعني من أن أوجّه له نقدي، أعتقد بأنّ الكثير من الناس شاهدوا الممثّل لقمان ديركي في اللقاء الذي أُجري معه على قناة الحرّة برنامج / قريب جدّاً/، وأظنّ بأنّ كلّ من تابعه لاحظ أسلوبه في الحديث والكلام، وكيف كان متباهياً كثيراً بقدراته، وقد لاحظ هذا الشيء محاوره الأستاذ جوزف عيساوي، وكما لاحظنا كيف كان يقفز من فوق الجواب، ليعطي جواباً بعيداً عن الجواب، ويظنّ أنّ في ردّه على بعض الأسئلة أنّه يقول محظوراً، كما أنّ تملّصه كان ظاهراً وواضحاً وفي مواقع عديدة، وخاصّة عند قفزه من فوق كلمة الكرديّة، ولفظه إيّاها "ملقياً بعض الحروف همساً"، دون أن يصحّح اللّفظ، والتأكيد على الفارسيّة، وذلك عندما سأله المحاور عن سبب عدم الموافقة على عنوان لكتابه الموسوم بـ(حجلنامه) هل لأنّه باللغة الكرديّة، فجاء ردّه هكذا، وكأنّ في لفظه لكلمة الكرديّة زعزعة لموقعه الذي هو فيه، وينطلق منه، ومع الأسف أنّ أمثاله يمثّلون الوجه الكرديّ عند الكثيرين، وبالأخصّ في موقع تواجده، أو إيجاده، ليكون المستشَهَد به، المثال الحيّ على الانفتاح على الآخر "الكرديّ"، كما كان هذا واضحاً من كلام الممثّلة السّورية أمل عرفة في إحدى المقابلات معها في قناة الحرّة أيضاً، ولكن هل يا ترى شرح الـ ديركي لأمل عرفة الوضع الكرديّ في سوريا يوماً ما؟
هل شرح لها عن القضيّة الكرديّة عامّة وفي سوريا خاصّة؟ وإن كان قد شرح فلماذا كان جهلها المطلق بالموضوع.. أو لربّما "تجاهلها"..
ما أودّ قوله هو أنّ لقمان ديركي لا يمثّل إلاّ نفسه، ولا يهمّه الكرد ولا الشعب الكرديّ، وهو مبسوط في موقعه الذي يتواجد فيه، بشِعره وشَعره..
أمّا فنّاننا التشكيليّ عمر حمدي، المعروف عالميّاً، والمتميّز حقيقة في أعماله، والذي يحتلّ مكانة مرموقة وله موقعه الهامّ عالميّاً، والمعروف عنه أنّه الفنان العربيّ الخامس على مستوى العالم، طبعاً هذا هو التعريف الذي يُعرّف به نفسه، وهكذا معروف عنه، وهذا ما يسعده، لأنّه يقبل به دون أيّ تحفّظ أو تعليق أو تنويه، وهذا ما جرّني لكتابة هذا المقال، وخاصّة بعدما شاهدته على قناة العربيّة في برنامج "محطات".
أطلّ الفنانّ الكرديّ الأصل عمر حمدي أو مالفا حمدي كما هو معروف في الغرب، على شاشة العربيّة بـ تاريخ 14/6/2007م، وقد جاء التعليق على لسان المذيعة "عمر حمدي أو مالفا حمدي هو الفنان العربيّ الخامس على مستوى العالم"، وهو الآتي من بيتٍ طينيّ في قرية تابعة لمحافظة الحسكة السورية، هذا التعليق لم يأتِ محض صدفة، أو اعتباطاً، إنّما جاء نتيجة ريبورتاج ارتضاه مسبقاً قبل عرضه "فنّاننا" أو"فنّانهم"، والقناة المحاورة له، وإن لم يكن هناك توافق مسبق، فهكذا عُرف عنه، وقد طاب له ذلك، كما كان كلامه باللغة العربيّة في أثناء المقابلة، وظهر من خلال حديثه تأكيده على عروبيّته، وهو المغترب منذ ثلاثين سنة، وأمثاله، وباعتباره فنّاناً عالميّاً يؤتى له بمترجمين، لا أقول لماذا تكلم العربيّة ولم يتكلّم اللغة الكرديّة، أو لغة بلاده الحاليّة النمسا، اللغة المانيّة، بل كان حريّاً به وبأمثاله أن لا يتنكّروا لأصلهم يوماً ما، حتّى لا يُنتسبوا إلى أمّةٍ هم ليسوا منها، ولئلاّ يقال عنه في هذا اليوم، بأنّه الفنان العربيّ العالميّ، ولا أقف عند حدود لماذا تكلم العربيّة ولم يتكلّم لغة أخرى، لأنّي أحبّ وأحترم اللغة العربيّة، بعيداً عن كون هذه اللغة فرضت علينا فرضاً، وتعلّمناها إجبارياً في مدارس الدولة، وها أنا أكتب مقالي هذا بالعربيّة، وبالتالي لم أنسَ ولن أنسى لغتي الكرديّة إطلاقاً فأنا أتحدّث وأكتب وأقرأ بالكرديّة وبذلك أفتخر، لأن هذه اللغة تعني وجودي.. والعربية تعني تواصلي مع الآخر، ويهمّني الجانبان.
عمر حمدي لم يتطرّق لانتمائه وأصله الكرديّين، وفي جميع الحوارات والمقابلات العربيّة والأجنبيّة التي أجريت معه، لأنّه لو كان قد تطرّق إلى ذلك، لما قيل عنه، بأنّه الفنان العربيّ العالميّ، بل لقيل عنه الفنان الكرديّ العالميّ.
قال الفنان عمر حمدي:" إنّي مغترب منذ ثلاثين عاماً، فقد كان والدي مضطهداً وعانينا الاضطهاد، وقد خرجت من سوريا بجواز سفرٍ مزوَّر إلى بيروت، (والأصح أنّه هرب)، ومن هناك استقلتُ زورق صيد، لأصل إلى قبرص"..
لا أدري هل سأل فنّاننا نفسه لماذا هرب بجواز سفر مزوّر إلى خارج سوريا؟!
ولماذا كان والده مضطهداً ويعاني الاضطهاد؟!
قال أيضاً: "إنّه غيّر اسمه، أو طُلب منه تغيير اسمه، لخلفيّاتٍ سياسية"..
لا أدري ما هي هذه الخلفيات السياسيّة التي غيّر من أجلها اسمه، ولماذا بعد تغييره عاد وعرّف نفسه به مرّة أخرى..؟
ربّما لم يعد يهمّ الفنان عمر حمدي كرديّته بعد بلوغه العالميّة، فـ كردستان لا تعني له شيئاً، فهو لم يعد يحتاج إليها، ولكن الأهمّ من هذا وذاك هو، هل نسي فنّاننا أو تجاهل بأنّ التحايل على التاريخ شيء مستحيل؟ وهل إمحاء الشيء من ذاكرته بالأمر اليسير والسهل؟ أم التاريخ أيضاً لا يهمّه، فهو الذي بلغ درجة العالميّة، وليبقى معروفاً عنه، بأنّه الفنان العربيّ العالميّ الخامس وكفى، لئلاّ تُفتح عليه أبواب هو بغنى عنها.
وأريد أن أذكّر بالفنان التشكيليّ الآخر، بهرام حاجو، وهو الصديق للفنان عمر حمدي، ولهما أعمال مشتركة، وهو أيضا المستعرب الذي لا يعرف أن يتكلم العربيّة، ولا أن يعبّر بها، وهذا ما رأيناه على شاشة "العربيّة"، وفي نفس البرنامج الذي كان فيه عمر حمدي، فقد جاء في تعليق المذيعة: "بهرام حاجو الذي لم تنسه الغربة لغته العربيّة".. ليظهر بعد التعليق مباشرةً، ويتأتئ بجملتين عربيّتين ناقصتين، لم يفهمها هو ذاته، فبادر المصوّر سريعاً إلى إسعافه، وقطع التصوير، لئلاّ يتسبّب له بحرج تعبيري أو خوفَ أن تخونه الكلمات..
أعتقد أنّه يتوجّب أن يتدبّر بهرام حاجو في اسمه، ويدعو مستمعيه ومتابعيه من المشاهدين إلى ذلك.. لأنّه حينها يكون قد تعرّف من تلقاء اسمه، وبالتأكيد لا يشفع لـ بهرام عدم معرفته بما قالت المذيعة في تعليقها، لأنّه لا يمكن أن تقول المذيعة ما هو خلاف الموجود فيه..
ختاماً أودّ التأكيد على أنه لا يُشفع لهم أبداً، هول ما يقدمون عليه، وحجج الدنيا كلّها غير كافية لتبرير مواقفهم هذه، لأنّها ستكون إيغالاً في الإدانات التي لا تنتهي ولا تتوقّف إلاّ عند العودة إلى الانتماء وتصحيح المغالطات والسعي إلى التكفير عن كلّ ما جرى ويجري.. عسى أن يكونوا لائقين بانتماءٍ "بهم وبلاهم" يُعرف ولا يتسوّل التعريف من أحد، حتّى لو كان هذا الـ: أحد ممثّلاً محلّياً أو فنّاناً عالميّاً أو صديقاً لفنّان عالميّ أو...
لأنّ الكلّ يكبر بالانتماء ولا يضرّ الانتماء تهرُّب بعضهم منه لمكاسب آنيّة زائلة..


mahiregid@hotmail.com


Donnerstag, Juni 07, 2007

Mittwoch, Juni 06, 2007

الاسلام والتخلف والهمجية

اينما وجد الاسلام وجد معه التخلف والهمجية، من قازاخستان في الشرق الى المراكش في الغرب، ومن بوسنيا في اواسط اورپا في الشمال الى الصوماليا في الجنوب، واينما وجد الاسلام وجدت الحروب والقتل الجماعي والنزاعات والمشاكل، ووجد الفقر والجهل والظلم... والى آخره، في المجتمعات المسيحية واليهودية والبوذية وحتى البقرية يوجد تخلف وجهل وفقر وبعض المشاكل الاخرى، لكنها استثنائية وليست قاعدة، ولكن لايوجد في بلاد المسلمين ولا شعب واحد غير متخلف، فهل هذا مجرد مصادفة؟ ام ان لكل شئ سبب؟ واول اسباب التخلف والهمجية هو الاسلام؟!

السعودية موطن الديانة الاسلامية ومقدساتها، هي الدولة النفطية الاولى في العالم، والنرويج موطن الوثنيين الفايكنغ حتى العصور الوسطى، هي الدولة النفطية الاخيرة، يصنف اليونسكو اليوم النرويج بالدولة الاكثر رفاهية في العالم للسنة الرابعة على التوالي، وهي خالية من اي ذي دخل تحت خط الفقر بصورة قطعية، بينما يعيش الملايين في السعودية في اسفل السافلين من خط الفقر والجهل والجهالة الاسلامية والقرون القديمة السحيقة في العالم، السعودية موطن الاسلام ومقدساته ليس فيها مصنع او معمل لغير الشماغ والنقاب وسجادة الصلاة والمسبحة، والنرويج تصنع طائراتها الحربية والمدنية ومعاملها الذرية بنفسها، في السعودية يحكم الملك باسم الله من نعومة اظفاره حتى يتبول في فراشه عجزا وشيخوخة، وفي النرويج لا يحكم حزب لدورتين متتاليتين الا ما ندر، والدورة محددة باربعة سنوات لاتاحة الفرصة العادلة لمن له برنامج افضل لخدمة الشعب، والملك لا يحكم حتى اطفاله، بل يربيهم، الحاكم في السعودية يسمى ولي امر المؤمنين ويتبع اسمه بالالقاب والدعوات والصلوات والجنجلوتيات، والملك في النرويج يخاطب باسمه المجرد الا في المناسبات الرسمية والوطنية، وفي السعودية يبكي الملك او الامير على حال الفقراء وهو يملك المليارات وبيده مفاتيح اغنى ابار النفط في العالم، وفي النرويج تتكفل الدولة بتوفير الحد الادنى من الرفاهية والكرامة الانسانية بموجب مقاييس اليونسكو لكل مواطن قادر او غير قادر على الكسب والعمل، وبطرق تحفظ كرامة الانسان، وليس بالطرق الاسلامية المهينة التي تذل المحتاج وتشعره بالدونية والاحتقار بما يسمى صدقة او خير او زكاة او غيرها، وفي السعودية يسيطر الحكام على كل موارد الدولة والشعب بموجب تفويض الهي اسلامي ولا شئ لاحد غير ما يتفضل به الحاكم عليهم، وفي النرويج لايمتلك الملك والحكام الا ما يحدده الشعب لهم وينتحر وزير المواصلات لمجرد اتهامه بالاستفادة الشخصية من منصبه تحت وطئة ضميره واخلاقه التي لاتمت الى الاسلام بشئ، كما ينتحر جندي امريكي تاركاً ورقة كتب فيها: (لا استطيع ان اطلق النار على، لن اذهب الى العراق) والسعوديون المؤمنون بالاسلام يتزاحمون للذهاب الى العراق وتفجير انفسهم بين تلاميذ الروضات والمدارس وفي الاسواق الشعبية والساحات العامة...الخ.

السعودية تصدر يوميا عشرات الفتاوى من رجال دين عميان جهلاء متخلفين عنيفين مملوئين بالحقد على الحياة والجمال، ومنفوخين بالموت والخرافيات القديمة، وتصدر عشرات الجهاديين الى العراق والى افغانستان سابقا للانتحار والقتل الحلال(!) للاطفال والنساء والفقراء والابرياء بالجملة والمفرد، والنرويج تتدخل بين الفلسطينيين واسرائيل لاحلال السلام في اتفاقية اوسلو دون ان تكون لها اية مصلحة سياسية او اقتصادية او غيرها، وتتدخل بين التاميل والسريلانكيين وبين الماويين والملكيين في التبت، وتمنح جائزة نوبل للسلام لمن يجتهد من اجل السلام في العالم اكثر من غيره، وهي تحتضن آلافاً مؤلفة من اكثر المسلمين تخلفا وتطرفاً من الباكستانيين والايرانيين والصوماليين وغيرهم من الهاربين من انظمتهم الاسلامية المستبدة وتمنحهم الامان والحرية والكرامة، وفي السعودية بلد الوحش الارهابي الاسلامي اسامة بن لادن، يقتل الخبراء غير المسلمين الذين يخدمون البلد لانهم غير مسلمين وغير ارهابيين وغير قتلة، والسعودية تدعم عشرات او مئات او آلاف المنظمات الارهابية الشريرة التي تسمى بالمقلوب بـ(خيرية)، وهي في طريقها لمنح جائزة محمد القتٌال الضحوك لمن يقتل اكثر باسم الله الاسلام الدموي الكاره للحياة والانسان والجمال والبراءة والتقدم والرفاهية، وهي التي استعبدت الشعوب بحد السيف وفرضت ثقافتها الهمجية العنيفة الدموية الموتية عليها.

السعودية موطن الاسلام، والاسلام سعودي ثقافة وفكرا وممارسة وعادات وتقاليد ولغة وتاريخا وغيرها، وليست السعودية مجرد دولة مسلمة او شعب مسلم كغيرها، وهي خير نموذج للشريعة الاسلامية وعقيدتها وتراثها المتخلف، وهي اغنى دول المسلمين، وهذا حال شعبها من البؤس والحرمان والتخلف، وذاك بونها الشاسع عن نموذج غير اسلامي مثل النرويج، فما بال دول وشعوب مقلدة او تابعة لنموذجها الديني؟!؟ والمقلد التابع دائماً اسوأ من الاصل.

لم تكن الحروب الصليبية الا تقليدا مسيحيا للغزوات الاسلامية لنشر الدين بحد السيف، الثقافة الغريبة عن المسيحية المسالمة التي اوصت بادارة الخد الايسر لمن صفع الايمن، وما كانت الصليبية الا خروجا عن الوصايا المتسامحة والانتقام من المسلمين الغزاة المتوحشين الذين غزو مقدسات الاديان الاخرى الفضائية منها والارضية، وماكانت النازية الا صورة اخرى للاسلام بنشر ماتسمى بالفضيلة زوراً وبهتانا بحد السيف، وماكانت الصهيونية الا انتقاما لابادة يهود خيبر والقدس والسيناء واستباحة مقدساتهم وطردهم من ارضهم التاريخية التي نص عليها القرآن: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ـ القرآن)، وليست الحروب الامريكية الغربية العالمية على بلاد المسلمين اليوم الا انتقاما من غزوة منهاتن وغزوة لندن وغيرهما.

فهل الاسلام برئ من كل الهمجيات التي ارتكبها ويرتكبها الى اليوم؟

وهل هي صدفة ان تنتشر الهمجية والعنف القتل والجهل والتخلف حتى في الشعوب الاوروبية القليلة التي بقيت على الديانة الاسلامية؟ مثل البوسنة والالبان في اوروپا؟ وماليزيا واندنوسيا في اقصى الشرق؟ وهل هي صدفة ان نتشر التخلف والهمجية حتى بين الهاربين من جحيم بلدانهم الاسلامية الى البلدان الاوروبية والامريكية وغيرها؟!؟

وهل يستحق من يقول عن نفسه: ((أنا القتٌال الضحوك) ـ حديث نبوي) ان يسمى رسولا سماويا او حتى انسانا؟ ام انه وحش فضائي دموي همجي ذاك الذي يقتل كثيراً وهو يضحك ضحكاته الغبية الوحشية؟