Donnerstag, Januar 03, 2008

الرد على الفيلسوف الجابري: برجاء لا تخلط بين العقل والعقلية

هناك مثل شائع في مصر يقول"ربنا عرفوه بالعقل" للدلالة على بداهة الشيء،فالله لم يره أحد بل توصلت إليه العقول بالإدراك،وبعد قراءة مقال الأستاذ العفيف الأخضر "الميثاق العقلاني 1/2" عرفت أن الدماغ،مكون من ثلاثة أجزاء،دماغ غريزي،ودماغ انفعالي،ودماغ معرفي،والدماغ المعرفي هو مصدر العقل،وعرفت أنه لا يوجد شيئ اسمه العقل العربي،كما أدعي الجابري، والذي عليه أن يعيد النظر فيما كتبه من كتب، بل هناك عقلية عربية أو ذهنية عربية،إن صح التعبير، لا علاقة لها بالعقل كما توهم الجابري، لأن العقل كوني وواحد، وهو كما قال "ديكارت" أعدل الأشياء قسمة بين الناس. وعرفت أن مشكلتنا كعرب ومسلمين تكمن في عدم أستخدامنا للدماغ المعرفي،الذي هو العقل العقلاني، فنحن لا زلنا في المرحلة شبه الحيوانية، حيث نستعمل الدماغ الغريزي والإنفعالي، وهذا ليس تجن على العرب والمسلمين،بل إن الواقع يؤكد ذلك، فبالنظر لردود أفعالنا مثلاً على الرسوم الكاريكاترية البسيطة، نجد أنها ردود أفعال إنفعالية حيوانية ودموية،حيث نزلت الجماهير ساخطة غاضبة من المحيط إلى الخليج مدفوعة بعواطفها،في حين أن الموضوع أبسط من ذلك بكثير،ويندرج تحت حرية التعبير المكفولة للصحافة هنا في أوربا، وبإمكاننا الإحتجاج لكن بوسائل انسانية وعقلانية كما يفعل عباد الله المتحضرون،فمظاهراتهم الإحتجاجية أفضل من الأعراس عندنا لأنها تخلو من كل مظاهر العنف... من قطعة القماش الملطخة بالدم إلى إطلاق الرصاص الطائش...
هل لنا عقول نحن العرب والمسلمين؟نعم، لكن لا نستخدمها. لماذا؟ لأن فقهاء السلاطين منذ محنة المعتزلة قد ألغوا استخدام الدماغ المعرفي المنتج الوحيد للعقل، وكفروا الفلسفة وبدعوها،وقالوا من تمنطق فقد تزندق، مما جعل الناس تخاف من استخدام دماغها المعرفي، الذي يميزها عن الحيوانات، حتى لا يسقطون في الكفر، في حين أنهم باستخدامهم للدماغ المعرفي يصلون إلى حقيقة الإيمان لأن "الله عرفوه بالعقل". وكما قال ابن لبنان البار خليل جبران"إن الله يحب أن يكون معبوداً من العالم أفضل من أن يعبد من الجاهل"، وكانت الطامة الكبري تلك التي سددها-للأسف- حجة الإسلام أبو حامد الغزالي عندما ألغي قانون السببية ونسب كل الأفعال وتوابعها لله سبحانه وتعالى، فهل من المعقول-يا ناس- أن نؤمن حتى الآن-ونحن في القرن الحادى والعشرين- بأن النار لا تحرق، والماء لا يروي؟ وكيف أؤمن بذلك وأنا أري بأم عيني النار تحرق أصبعي، والماء يروي ظمأي؟ وكيف أقنع أي إنسان غربي بصحة ذلك؟ وأجعله يؤمن بالإسلام كدين عقلاني، والبشرية تخترع كل ثلاث ثوان مخترع جديد، ونحن-كعرب ومسلمون- نرفض ربط العلة بالمعلول، لأننا ننسب جميع الأفعال والتصرفات إلى الله،حاكمين هكذا بالإعدام على عقولنا مستبدلين لها بغرائزنا وانفعاتنا وعقلياتنا الدينية السحرية،التي تقل للشيء كن فيكون، التي لا علاقة لها بالعقل كما توهم الأستاذ الجابري،الذي ارتكب غلطة فلسفية وعلمية لا تغتفر،باختراع بدعة "العقل العربي" الذي لا يوجد إلا في خياله،وعجباً كيف يخلط فيلسوف كبير بين العقل والعقلية. وهو خطأ لا يقع فيه طلبة الثانوية العامة في الفلسفة في فرنسا مثلاً!!.
هل العيب في الإسلام أم فينا نحن كمسلمون؟
لو فكرنا في الدين بالعقل لا بالعقلية-عند الجابري- سنضعه في مكانه الطبيعي،كما فعلت أوربا، باعتباره علاقة شخصية بين العبد وربه، وأن الدين-أي دين- هو رسالة روحية تدعو إلى الرحمة والمحبة والتسامح، ولا نجعله دستوراً لحياتنا،وشعاراً سياسياً لتجييش الجماهير الجاهلة والمجهلة غريزياً وانفعالياً، كما تفعل جماعة الإخوان المسلمين،برفع شعارات سياسية بغطاء ديني،"الرسول زعيمنا" و"القرآن دستورنا". هذا هو موطن الزلل،تسيس الدين،وهما الضدان، فالسياسة هي فن الممكن،وأداتها هي الميكافيلية، حيث الغاية تبرر الوسيلة، والدين "مقدس" مبني على الروحانيات والقيم الأخلاقية الثابتة،الصالحة لكل زمان ومكان، وهذا هو سبب البلبلة التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية،العيب فينا نحن كمسلمين وفي فقهائنا المتأسلمين، لأن الدين لا ينهانا عن العلم واستخدام العقل، بل يحثنا عليه حثاً، ويكفي أن أول رسالة كانت من السماء إلى نبينا محمد كانت "إقرأ"، وبنظرة إلى قرآننا العظيم نجد أن كل آياته تنتهي غالباً بـ"أفلا ينظرون"،"أفلا يعقلون"،" أفلا يفقهون"،وكلها آيات تحث علي إعمال العقل والعلم، ولا توجد آية واحدة تحثنا على حفظ القرآن عن ظهر قلب لنردده كالببغاوات دون فهم،كمثل الحمار يحمل أسفاراً، كما يفعل المتأسلمون،وخاصة خفافيشهم الذين يقولون أمام النص "سمعنا وأطعنا" وألغينا عقولنا بالجملة والتفصيل. هذا إذا كان للخفافيش عقل أصلاً؟! ويقيمون مسابقات وجوائز لمن يحفظ القرآن، ويكفي أن الله قد أقسم بأدوات العلم في قرآنه تمجيداً للعقل والعلم والعقلانية حيث قال"ن والقلم وما يسطرون"، فيا فقهاء الإسلام، ويا خفافيش الظلام رحمة بالإسلام وبنا،ودعونا نستخدم عقولنا في فهم الإسلام فهماً عقلانياً يتوافق مع روح القرن الحادي والعشرين، ودعوا فتاوى ابن تيميه،وابن قيم الجوزية وغيرهم من أئمة الإسلام وشأنهم،فهم نتاج فكر عصرهم،ونحن بعقولنا وخدمة لمصلحة المسلمين نري ما يناسب عصرنا، فعلينا إعمال عقولنا في نسخ كل الآيات والأحاديث الغير مناسبة لعصرنا،كما فعل الشيخ حسن عبد الله الترابي،جازاه الله عن الإسلام خيراً. ليبق الدين مكانه في القلوب والمساجد فقط، والعقل ميدانه الحياة بكاملها،وأستشهد هنا بقول ابن رشد:" إن الله أعطانا عقولاً ولا يجوز عليه أن يعطينا شرائع مخالفة لها" لذلك إذا تعارض النص مع العقل ومصلحة والمسلمين،نؤول النص بالعقل لصالح العقل ومصلحة المسلمين،فحيث مصلحة المسلمين فثم شرع الله، هذا هو المطلوب عمله من أجل تحرير العقل المعرفي من عقاله للخروج من دوار الحداثة وأزمة التكنولوجيا التي نستخدمها ولا نشارك في صنعها، مما أورثنا مركب النقص، فنحن لسنا بأقل من المخترعين الأوربيين والأمريكان واليابانيين، والصينيين،والهنود،والكوريين... إلخ، لكننا مشددودين بحبال وهمية إلى الوراء مثبتين في الماضي بشكل هاذي ومريض، ويمسك بهذه الحبال الخفية مافيا الدين،والمتأسلمين السياساويين المتاجرين بالأديان، ونسوا قول المولي تبارك وتعالي"ولا تشتروا بآيات الله ثمناً قليلا".فيا حملة المباخر الدينية، اخلعوا ثياب الكهانة، واتركوا دين الله لله، فهو الكفيل بحفظة،ولا تتدعوا أنكم كهنته، فلا كهانة في الإسلام، حتى حفظ الدين،لم يتركه الله لكم كما تدّعون، بدليل قوله تعالي"إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون"، فالإسلام دين عقل وعمل، وليس دين تواكل وعدم الأخذ بالأسباب كما تروجون، فالعيب فينا نحن كمسلمين،تماماً كما قال الشاعر:نعيب زماننا والعيب فينا / وما لزماننا عيب سواناوقد نهجو الزمان بغير جرم / ولو نطق الزمان بنا هجاناوليس الذئب يأكل لحم ذئب / ويأكل بعضنا بعض عيانا
أشرف عبد القادر

0 Kommentare:

Kommentar veröffentlichen

Abonnieren Kommentare zum Post [Atom]

<< Startseite