Donnerstag, Januar 18, 2007

سادة العالم وحثالته

بقلم د. عمرو إسماعيل

عندما أزور دولا غربية خاصة ألمانيا و بريطانيا..أو عندما أشاهد اجتماعا لقادة الدول الثماني G8 لمناقشة مشاكل العالم ومن أهمها مشاكل الشرق الأوسط من فلسطين إلي العراق إلي الشرق الأوسط الكبير الذي سيحدد مستقبل المنطقة إلي عقود قادمة... لا يسع المتفرج مثلي إلا أن يلاحظ أنهم الآن سادة العالم.. رغم أنهم إلي وقت قريب كانوا أعداء.. ما لذي جمع بينهم وجعلهم الآن سادة العالم ويتشاورون معا لتحديد مصير ومستقبل الإنسانية.
ماذا يجمع بوش وبوتين رغم أن روسيا وأمريكا كانا في صراع إلي وقت قريب.. ماذا يجمع بين قادة ألمانيا واليابان وقادة باقي المجموعة.. رغم أن ألمانيا واليابان كانا حلفاء في الحرب العالمية الثانية ضد الجميع ودمرت بلديهما علي أيدي الحلفاء الذين تقودهم أمريكا.. واليابان هي البلد الوحيد في العالم التي ذاقت رعب السلاح النووي علي يد أمريكا.
الشيء الأساسي الذي يجمع بين قادة هذه الدول الثماني أنهم كلهم منتخبين من شعوبهم.. وأن كل منهم لا يضمن منصبه في الانتخابات القادمة إلا أذا حظي برضاء شعبه.. الشيء الأساسي الذي يجمعهم انهم خدم لشعوبهم.
عندما كان حاكم الاتحاد السوفيتي لا يهمه سوي رضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لم يكن مشاركا في تقرير مصير العالم.. عندما كان حكام اليابان وألمانيا أشباه آلهة، جروا شعوبهم إلي الدمار.. ثم نجد الآن أنهم يشاركون المنتصرين قمة تحديد مصير العالم.
ما هو السبب؟ لماذا تحولت الهزيمة في ألمانيا واليابان إلي تقدم وازدهار اقتصادي و حضاري رشحهما ليكونا في قمة الثماني.
أن الإجابة بسيطة ولكننا لا نستطيع أن نراها في العالم العربي.. فالعقل العربي يعاني من محنة ولا يستطيع أن يري إلا أوهامه.. وهي نفس الإجابة عن السؤال المنطقي لماذا تهزمنا إسرائيل دائما.
الإجابة هي ما أدركته روسيا وألمانيا واليابان.. أن الذي انتصر ليس أمريكا ولا بريطانيا ولا حلفاؤهم ولكن الذي انتصر هو نظامهم السياسي.. الذي انتصر هو مفهوم أن الحاكم هو خادم لشعبه.. لا يصل إلي السلطة إلا من خلال رضي شعبة و لا يبقي في منصبه إلا من خلال أرضاء شعبه.
حقيقة بسيطة ولكننا لا نستطيع أن نراها.. حقيقة لا تستطيع شعوبنا قبل حكامنا أن تعيها ولذا سنظل شعوبا و حكاما خدما للعالم وسيرمينا التاريخ في سلة قمامته.
تعلو أصوات عباقرة مثقفينا الذين يدعون الوطنية ويتاجرون بالقومية قائلين:.. نرفض الديمقراطية التي تفرض علينا من الخارج
.. وأقول لهم ألا تعون.. لقد قبلت ألمانيا واليابان بالديمقراطية التي فرضت عليهما بالقنابل النووية.. وها نحن نراهم الآن أصبحوا جنبا إلي جنب أمريكا سادة العالم.. لماذا لا نعي أن الديمقراطية سواء فرضت من الخارج أو الداخل هي السبيل إلي التقدم والتحول من خانة الخدم إلي خانة السادة...

ويعلو صوت التخلف داخلنا الذي أدمناه.. ماذا عن تراثنا و هويتنا وثقافتنا.. والعالم يضحك علينا.. فنحن في طليعة الدول المتخلفة في العالم التي مازال الحاكم هو السيد و الشعب هو الخادم.. العالم يضحك علينا عندما نهتف بالروح والدم نفديك يا حاكم.. والحقيقة أن سادتنا،، اقصد حكامنا،، هم مجرد ضيوف شرف يسمح لهم بالحضور في أي اجتماع دولي كما حدث مؤخرا في الأمم المتحدة.. لكي يتلقوا الأوامر من السادة الحقيقيين الذين هم مجرد خدم لشعوبهم.
أن شارون تسول خطته للانسحاب أحادي الجانب من حزبه و حكومته و شعبه.. ولذلك إسرائيل يحترمها العالم ويتركها لكي تمرمط بكرامتنا الأرض.. لماذا ؟ لأن شعوب العالم الحر لا تحترم العبيد أو بالأصح الشعوب التي ترضي بالعبودية لحكامها.. وعندما تثور تطالب بعبودية اشد.. ليست العبودية لله كما يدعي البعض ولكن العبودية لمن يدعي التحدث باسم الله.
مازال منا من يهتف لصدام ويسميه الرئيس المأسور فك الله أسره و مازال منا من يقتل تأييدا للشيخ بن لادن الهارب في كهوف تورا بورا.
مازال منا من يستنجد بصلاح الدين وابن الخطاب رغم أن القرون تفصل بيننا وبينهم،، وأقول لهم جميعا فلتهنئوا بأوهامكم وسادتكم وأبطالكم من حكام ماركة مدي الحياة ومتعطشي دماء.. وستظلون خدما لسادة ارتضوا أن يكونوا خدما لشعوبهم.

0 Kommentare:

Kommentar veröffentlichen

Abonnieren Kommentare zum Post [Atom]

<< Startseite